بسم الله الرحمن الرحيم
المجرد والمزيد
الأفعال والأسماء في اللغة العربية إما مجردة وإما مزيدة، والمراد بالكلمة المجردة هي التي تكون جميع حروفها أصلية، أما المزيدة فهي التي يزاد على حروفها الأصلية حرفاً أو أكثر من حروف الزيادة المجموعة في قولك ( سألتمونيها ).
ولمعرفة الحروف الأصلية من الزائدة يتم تقليب الكلمة وتصريفها على أوجهها المختلفة الممكنة نحو (خرج، يخرج- خارج- أخرج، إخراج، مُخرج، خروج...) فالحروف الأصلية هي الثابتة عند تصريف الكلمة، أما الحروف الزائدة فهي التي تسقط عند التعريف، فالحروف الأصلية في الكلمة السابقة هي (خ-ر-ج) لثباتها عن التقليب وما عداها يعد زائداً.
ولكي نقف على أوزان الكلمات العربية ونعرف حروفها الأصلية من الزائدة لابد من مقابلتها بالميزان الصرفي، وهو مقياس وضعه علماء اللغة لمعرفة أحوال بنية الكلمة، وهذا الميزان الصرفي يتألف من ثلاثة حروف أصلية هي ( ف-ع- ل)، وذلك لأن معظم الكلمات في اللغة العربية مكونة من ثلاثة أصول.
أما الكلمات المكونة من أربعة حروف أصلية فيتألف ميزانها الصرفي من أربعة حروف أصلية هي ( ف- ع- ل-ل) أي بزيادة (ل) على الميزان الثلاثي، والخماسية على وزن ( فعلّل ) أي بتضعيف اللام الأولى.
- الخطوات المتبعة عند وزن الكلمات:
1- إذا كانت الكلمة المراد وزنها فعلاً فلابد من تجريدها من الضمائر وإعادتها إلى صيغة الماضي، وإذا كان الفعل معتلاً تعاد حروف العلة إلى أصلها.
2- إذا كانت الكلمة المراد وزنها اسماً فلابد من تجريدها من أل التعريف والضمائر والتنوين وإعادتها إلى المفرد إذا كانت في صيغة المثنى، أو جمع المذكر السالم، أو جمع المؤنث السالم، أمّا إذا كانت على صيغة جمع التكسير فلا تعاد إلى المفرد بل توزن كما هي بعد تجريدها مما يتصل بها.
3- يجب مطابقة حروف الميزان لحروف الكلمة, فالحروف الزائدة في الكلمة تزاد في الميزان بالإضافة إلى ضبط حروف الميزان بما يطابق ضبط حروف الكلمة نحو : ( استخرج – اسْتَفْعَلَ ).
الأمثلة :
- ( إذا جاء نصر الله والفتح. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا. فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا). النصر.
- ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور. وحصل ما في الصدور. إن ربهم بهم يومئذ لخبير). العاديات 11,10،9
- ( قد أفلح المؤمنون.الذين هم في صلاتهم خاشعون ).المؤمنون 2،1
- ( أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلم بما كانوا به يشركون ) الروم 35.
التوضيح:
* الأفعال ( جاء – رأيت- يدخلون- يعلم- كانوا ) عند تجريدها من الضمائر، وإعادة المضارع منها إلى الماضي، وإرجاع حروف العلة إلى أصلها يتبين أنها أفعال ثلاثية مجردة من الزيادة، وهي على النحو التالي: ( جَيَءَ، رَأَيَ، دَخَلَ، عَلِمَ، كَوَنَ ) فهي ثلاثية على وزن ( فعل ) مع ملاحظة ضبط حروف الميزان على حسب ضبط حروف الكلمة الموزونة. أي أنها كلها على وزن ( فَعَلَ ) إلا علم فهي على وزن ( فَعِلَ ).
* الأسماء ( نَصرُ – الفتح – دينِ- بحمد – ربهم ) عند تجريدها من ( أل ) أو حروف الجر أو الضمائر، إذا كانت متصلة بها، تصبح كالتالي:
( نصر- فتح – دين – حمد – رب) ، فهي ثلاثية مجردة على وزن ( فَعْل ) .
* الأفعال ( أفلح – انزلنا – يشركون – سبّح – حصّل – يتكلم – استغفره) عند تجريدها من الضمائر وإعادتها إلى الماضي إذا كانت على صيغة المضارع أو الأمر يتضح أنها ثلاثية مزيدة.
* فالأفعال الثلاثة الأولى ( أفلح، أنزل, أشرك) على وزن ( أفعل)، فهي ثلاثية مزيدة بحرف واحد هو الهمزة.
* والفعلان ( سبّح – وحصّل ) ثلاثيان مزيدان بحرف واحد وهو تضعيف عين الكلمة أو الحرف الثاني منها، فالأول (سبّح) على وزن ( فعّل) فهو ثلاثي مزيد بحرف واحد وهو الباء المضعفة. والثاني ( حُصّل ) على وزن ( فُعِّل) مزيد بالصاد المضعفة.
* ومن صور الزيادة بحرف واحد الزيادة بالألف نحو ( قاتل ) على وزن (فاعل) فهو ثلاثي مزيد بحرف واحد وهو الألف.
والفعل ( تكلّم ) على وزن ( تفعَّل) فهو ثلاثي مزيد بحرفين هما التاء واللام المضعفة.
ومن صور الزيادة بحرفين أيضاً الزيادة بالتاء والألف نحو ( تقاتل) على وزن ( تفاعل ) وكذلك الزيادة بالهمزة والنون نحو (انقلب) ( انفعل )، وأيضاً الزيادة بالهمزة والتاء نحو ( اجتهد ) ( افتعل )، أو الهمزة والتضعيف نحو (احمرّ) (افْعَلّ) والفعل الأخير في مجموعة الأفعال هو ( استغفر) على وزن ( استفعل) ثلاثي مزيد بثلاثة أحرف هي الهمزة والسين والتاء.
الأسماء ( المؤمنون – خاشعون- خبير- توابا – أفواجا- القبور- الصدور) عند تجريدها من ( أل ) والضمائر والتنوين وإعادة الاسمين الأولين منهما إلى المفرد لأنهما جمعا مذكر سالم يتبين أنها أسماء ثلاثية مزيدة ، فـ (مؤمن) على وزن (مُفْعل) مزيد بحرف واحد في أوله وهو الميم، و(خاشع) على وزن (فاعل) مزيد بالألف، و( خبير) على وزن (فعيل) مزيد بالياء و (تواب) على وزن (فعّال) مزيد بحرفين هما التضعيف والألف, والأسماء الثلاثة الأخيرة ( أفواج- قبور- صدور) جمع تكسير فلا تعاد إلى المفرد بل توزن كما هي، فـ ( أفواج) على وزن (أفعال) ثلاثي مزيد بحرفين هما الهمزة والألف، و(قبور وصدور) على وزن (فعول) ثلاثيان مزيدان بحرف واحد وهو الواو. وقد يزاد الاسم بأكثر من ذلك فمثلاً (استغفار) على وزن (استفعال) ثلاثي مزيد بأربعة حروف وهكذا.
أما الفعل( بعثر) في المثال الثاني فهو رباعي على وزن (فعلل), حيث أن حروفه كلها أصلية، ويمكن أن يزاد بحرف نحو (تبعثر) على وزن (تفعلل) فهو مزيد بالتاء, وقد يزاد الفعل الرباعي بحرفين إمّا الهمزة والنون نحو (افرنقع) على وزن (افعنلل)، أو الهمزة والتضعيف نحو ( اقشعرّ ) على وزن ( أفعللّ )، وكذلك الأسماء الرباعية قد تزاد بحرف مثل ( مدحرج ) على وزن ( مفعلل ) أو بحرفين مثل ( متدحرج ) على وزن ( متفعلل ) وهكذا.
نتائج وقواعد نحوية:
المجرد: هو ما كانت جميع حروفه أصلية.
المزيد: هو ما زيد على حروفه الأصلية حرف أو أكثر.
- الميزان الصرفي هو مقياس وضعه علماء اللغة لمعرفة أحوال بنية الكلمة وهو على وزن ( فعل ) للفعل الثلاثي، و( فعلل ) للرباعي، و( فعَلّل ) للخماسي وهكذا.
- الأسماء كالأفعال منها المجرد ومنها المزيد إلا أن المجرد منها قد يفوق أربعة أحرف وقد تزاد أكثر من ثلاثة أحرف كما مر في التوضيح .
- يمكن تلخيص الأفعال المجردة والمزيدة في الجدول التالي :
الفعل | المجرد | مزيد بحرف | مزيد بحرفين | مزيد بثلاثة حروف | ||
ثلاثي | دخل سمع | -الهمزة (أدخل) -الألف (عاهد) -التضعيف(قدّم) | -التاء والألف (تعاهد) -التاء والتضعيف (تقدّم) -الهمزة والنون (انقسم) -الهمزة والتاء (استمع) -الهمزة والتضعيف (اسود) | -الهمزة والسين والتاء (استخرج ، استقبل ) | ||
رباعي | بعثر دحرج | -التاء (تبعثر، تدحرج) | -الهمزة والنون (افرنقع) -الهمزة والتضعيف (اقشعرّ) |
الكاتب د.عبد الله الثمالي موقع الكلام المفبد http://www.a-alkalaam.com/
No comments:
Post a Comment